مع التقدُّم السريع في التكنولوجيا، بدأنا نشوف الروبوتات تدخل في مجالات كثيرة من حياتنا اليومية، من المصانع والمطاعم وحتى في بيوتنا. لكن من أبرز المجالات اللي بدأت الروبوتات تترك فيها بصمة واضحة هو مجال الرعاية الصحية. والسؤال اللي يطرح نفسه هنا: هل يقدر الروبوت يعالجك؟ وهل ممكن يجي يوم يصير فيه الروبوت بديل عن الطبيب البشري؟
الروبوتات في الطب: واقع ولا خيال؟
الروبوتات الطبية مو شي خيالي أو فكرة مستقبلية، هي فعلاً موجودة وتُستخدم اليوم في كثير من المستشفيات حول العالم. أحد أشهر الأمثلة على هالشي هو “روبوت دافنشي”، اللي يُستخدم في العمليات الجراحية الدقيقة. هذا الروبوت يسمح للجراح إنه يتحكّم بالأدوات الجراحية من خلال ذراع آلية بمرونة ودقة عالية جداً، تتجاوز قدرات اليد البشرية في بعض الحالات.
مو بس كذا، في روبوتات تساعد في نقل الأدوات داخل المستشفيات، تعقيم الغرف، وحتى التواصل مع المرضى عن بُعد. وبعض الروبوتات مصممة للكشف عن الأمراض من خلال تحليل البيانات، مثل الأشعة والصور الطبية، باستخدام الذكاء الاصطناعي.
هل الروبوت يقدر يفهم المريض؟
هنا نجي للسؤال الأهم: الروبوت قد يكون دقيق في الجراحة أو في إعطاء تشخيص بناءً على بيانات، لكن هل يقدر يفهم المريض من الناحية النفسية؟ هل يقدر يطمن المريض، يسمع له، ويعطيه شعور بالأمان؟ هنا الفرق الجوهري بين الإنسان والآلة.
صحيح إن فيه روبوتات تقدر تحاكي المشاعر وتتكلم بنبرة ودودة، وبعضها حتى يستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحليل الحالة النفسية للمريض، لكن لسه ما وصلنا لمرحلة إن الروبوت “يحس” بالمريض مثل الطبيب البشري. الروبوت يتعامل مع مدخلات ومخرجات، لكن الإنسان يتعامل مع مشاعر وتجارب وحالات قد ما تنفهم إلا من شخص مر بنفس الظروف أو درسها بشكل عميق.
مميزات الروبوتات في الرعاية الصحية
مع هذا، ما نقدر ننكر إن الروبوتات تجيب معاها فوائد كثيرة، من أبرزها:
1. الدقة العالية: في العمليات الجراحية أو إعطاء جرعات الدواء، الروبوتات تقلل نسبة الخطأ البشري.
2. الاستمرارية: الروبوت ما يتعب، ما يحتاج ينام أو ياخذ استراحة، وهذا مفيد في الرعاية الطويلة أو في الأقسام اللي فيها ضغط كبير.
3. الوقاية من العدوى: في الأمراض المعدية مثل كورونا، الروبوتات تساعد في تقليل التواصل المباشر بين المريض والطبيب، وتحمي الطاقم الطبي.
4. جمع وتحليل البيانات: الروبوتات والأنظمة الذكية تقدر تجمع معلومات عن المريض على مدار الساعة وتكتشف التغيّرات الصغيرة في الحالة الصحية بسرعة.
التحديات والمخاوف
رغم كل هالمميزات، فيه تحديات ومخاوف لازم نتكلم عنها، مثل:
• الاعتماد الزايد على التكنولوجيا: لو صار فيه خلل تقني أو انقطعت الكهرباء، وش يصير؟ هل نقدر نكمل بدون الروبوت؟
• الخصوصية: الأجهزة الذكية تجمع معلومات حساسة جداً عن المريض، وهنا يجي سؤال مهم: كيف نضمن حماية هذي البيانات؟
• الوظائف: دخول الروبوتات يمكن يسبب تقليل الحاجة لبعض الوظائف، خصوصاً الوظائف اللي تعتمد على الروتين.
• فقدان التواصل الإنساني: الرعاية الصحية ما هي بس علاج جسدي، فيها عنصر إنساني كبير، مثل الدعم النفسي، والتعامل بلطف، والرحمة.
هل الروبوت بيكون الطبيب في المستقبل؟
ممكن في المستقبل نشوف روبوتات تمشي داخل المستشفيات، تتكلم مع المرضى، وتحلل حالاتهم بشكل دقيق، وتكتب تقارير للطبيب أو حتى تعالج بعض الحالات البسيطة. لكن من الصعب – في الوقت الحالي على الأقل – إن الروبوت يكون البديل الكامل للطبيب البشري.
الواقع يقول إن الروبوت بيكون مساعد قوي للطبيب، مو بديل له. يعني العلاقة راح تكون تكاملية، كل واحد منهم يكمل الثاني. الطبيب يستخدم مهاراته البشرية في الفهم والتواصل واتخاذ القرارات، والروبوت يستخدم سرعته ودقته في التنفيذ والتحليل.
خلاصة
الروبوتات فعلاً غيرت شكل الرعاية الصحية، وقدرتها على تنفيذ المهام الطبية أصبحت واقع لا يمكن تجاهله. لكن مهما تطورت، يظل الروبوت بدون “قلب”، وبدون الإحساس البشري اللي يُعتبر جزء أساسي من العلاج.
فهل يقدر الروبوت يعالجك؟ الجواب: نعم، لكن تحت إشراف إنسان. الطبيب والروبوت، مع بعض، ممكن يقدمون أفضل رعاية ممكنة، تجمع بين الدقة والرحمة، بين السرعة والفهم، وبين العلم والمشاعر.